إن من أهم الأسباب التي تساعدنا على بناء مشروع ناجح هي تحديد الإيرادات والتكاليف لهذا المشروع، لذلك يجب حساب ماهي المبالغ التي سوف يتم تحصيلها أو تلك التي سيتم دفعها. حيث يساعد ذلك وبشكل كبير على معرفة مدى نجاح أي مشروع أو نشاط تجاري. ولا نكتفي بحساب الإيرادات والتكاليف فحسب، بل يجب أيضاً حساب ما يسمى بالتدفقات النقدية سواء كانت داخلة أم خارجة، والتي تختلف بدورها عن التكاليف والإيرادات والتي يتم حسابها بطريقة يتم تجاهل الفترة الزمنية للنقود فيها، فعندما يقوم المحاسب بتسجيل كل من الإيرادات والتكاليف يقوم بتجاهل التواريخ التي سيتم فيها تحصيل هذه المبالغ. ولذلك تعتبر هذه العملية غير دقيقة إلى حدٍ ما.
ماهي التدفقات النقدية الخارجة؟
هي عبارة عن كل المبالغ التي يتم إنفاقها منذ بداية المشروع حتى يتم تشغيله، بمعنى آخر هي المبالغ اللازمة لإنشاء المشروع أي قبل فترة الحصول على أي إيرادات.
ماهي التدفقات النقدية الداخلة؟
وهي عبارة عن جميع المبالغ المحصلة أو المكتسبة كإيرادات للمشروع مطروحاً منها التكاليف التشغيلية، ويتم حسابها كل سنة من سنوات العمر الاقتصادي للمشروع.
وعندما تكون التدفقات النقدية بالسالب يدل ذلك على وجود عدة مشكلات منها، عدم وجود ما يكفي لدفع الفواتير، كثرة الديون بالإضافة إلى عدم القدرة على الوفاء باحتياجات ومتطلبات العملاء.
ومن أكثر مشكلات التدفق النقدي شيوعاً:
أولاً: النمو السريع
في كثير من الأحيان يقوم صاحب المشروع أو المنشأة بالإنفاق على أمور غير ضرورية مثل، زيادة عدد الموظفين دون الحاجة لذلك، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة النفقات. بالإضافة إلى القيام بتوسعات وتعديلات غير ضرورية. باعتقاده أنه إذا قام بذلك سوف يؤدي ذلك إلى سرعة في النمو.
والحل لذلك هو إعداد تقارير والتنبؤ سواء كان للمبيعات أو احتياجات المخزون. حيث تساعد تلك التقارير بالاستفادة من البيانات التاريخية السابقة الخاصة بالمبيعات على سبيل المثال في التنبؤ للمبيعات المستقبلية والتي بدورها تساعد على تفادي النفقات الغير ضرورية بالإضافة إلى التخطيط الجيد للمستقبل.
ثانياً: الحسابات غير دقيقة
يجب حساب كل من التكاليف والإيرادات عن طريق نظام محاسبي عالي الكفاءة وبشكل دقيق جداً، وذلك نظراً لأن ضعف الكفاءة في الحسابات سوف تؤدي إلى أخطاء عديدة والتي سوف يتم اتخاذ قرارات على أساسها.
والحل لذلك هو نظام محاسبي عالي الكفاءة يقوم بجميع الحسابات بدقة عالية، سواء كانت تكاليف، إيرادات، تدفقات نقدية داخلة أو خارجة بالإضافة إلى الأرباح. حيث أن ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي على المشروع من جميع النواحي.
ثالثاً: المدفوعات المتأخرة من قبل المستهلكين
إن تراكم المدفوعات المتأخرة من قبل المستهلكين يؤدي إلى أن تكون التدفقات النقدية بالسالب. ويدل ذلك على خروج النقد من الشركة وليس على الخسارة.
والحل لذلك هو مراقبة المدفوعات المتأخرة من قبل المستهلكين، بالإضافة إلى جعل عملية الدفع سهلة ومبسطة للعملاء والذي بدوره يضمن أن يتم الدفع من قبل المستهلكين في الوقت المحدد دون تأخير مع توفير طرق عديدة للدفع مثل الدفع بالتقسيط والتي تقسم الدفعات النقدية لدفعات مما يساعد المنشاة على الاحتفاظ بالعملاء وجدولة الدفعات المتبقية من المبلغ .

رابعاً: المشروع غير مربح
إن الأعمال التجارية التي لا تحقق أرباحاً كافية لن تحقق التدفقات النقدية المطلوبة، ولا ليست أي زيادة في الأرباح تعتبر زيادة في الإيرادات.
ويمكن تفادي هذه المشكلة من خلال أدوات التحليل والتنبؤ، والتي تساعد على تحديد كمية المخزون المطلوبة، بالإضافة إلى تخفيض تكاليف التخزين والتي التي تساعد على تخفيض النفقات وبالتالي زيادة في صافي الربح.
ولعلّ تخفيض التكاليف والنفقات يكون سبب في الاهتمام في الجوانب الأخرى التي تساعد على نجاح المشروع مثل التسويق وغيره من الأمور.